تحميل كتاب الذي يخفونه بأوراق التوت pdf

تحميل كتاب الذي يخفونه بأوراق التوت pdf الكاتب أشرف مصطفى توفيق

"الذي يخفونه بأوراق التوت: الكتابة الإيروتيكية النسائية العربية"، ارتبط ظهور مصطلح الكتابة الإيروتيكية النسائية عالميًا مع ظهور مصطلح الكتابة النسائية ضمن سياق تحرري قادته المرأة الأمريكية في ستينيات القرن الماضي، متلحّفة فيه بالنسوية الجديدة.

وفي هذا السياق نشأت المدرسة النسوية في الفكر، واستمرت على مدار ثلاثة أجيال، وظهرت العديد من المدارس الفكرية الفرعية التي حاولت تنقيح النسوية والتعديل عليها بما يتناسب مع المراحل الزمنية والأطر الثقافية والجغرافية. فنجد أن الفكر النسوي خضع في كل مرحلة لمزيد من التحديث، ولا يزال – إلى وقتنا الحاضر – يشهد المزيد من التطوير المستمر، مع تغيّر مساحات الحركة للفكر النسوي بالتزامن مع التطور التكنولوجي الحديث وظهور ما اعتبره العديد من النشطاء "موجة رابعة للنسوية" سُمّيت النسوية الإلكترونية.

فالنسوية بدأت حركةً سياسيةً اجتماعيةً ترى أن النظام المجتمعي السائد نظام أبوي ذكوري، يتخذ فيه الرجل دور "المركز"، بينما يكون للمرأة الدور الثانوي المساعد. فدعت إلى مساواة الجنسين سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ونيل المرأة الحقوق التي يتمتع بها الرجل. ثم تطوّرت هذه الحركة السياسية إلى حركة عقدية لها رؤاها إلى الوجود وقضاياه؛ ونجحت النسوية في أن تكون حركة عقدية للرجال والنساء معًا.

فالحركة النسوية الأولى طالبت في القرن التاسع عشر بالمساواة الاجتماعية والقانونية بين الرجل والمرأة. أما الحركة النسوية الثانية فاستندت أفكارها إلى كتاب كيت ميليت "السياسات الجنسية" وكتاب فريدريك أنغلز "أصل العائلة والملكية الخاصة"، وجاء فيهما أن النظام الأبوي (البطريركي) قام على سيطرة الرجل على الأسرة واضطهاده للمرأة، وأن هذا النظام ليس الوحيد الذي عرفه التاريخ الإنساني؛ فقد سبقه النظام الأمومي، وهو نظام عرفه التاريخ قبل عصور التحكم والسيطرة الذكورية، حيث كانت الملكية جماعية والنسب يعود إلى الأم.

وفي هذه المرحلة ظهرت كتابات وأبحاث عن "المرأة الإله" التي سبقت الرب الإله أو كانت معه، كما ظهرت كتب عن عشتار الربة في بلاد الشام، وإيزيس الربة في مصر القديمة، والإلهة ميليتا (Myliuta) في بابل، والإلهة ميترا (Mithra) في بلاد الفرس، والإلهة آنايتيس (Anaitis) في أرمينيا، وعلى حدود بلاد العجم الإلهة أرتميس (Artemis)؛ كنماذج للآلهة الأنثى.

ثم حدث التطوّر الكبير، فتم الانتقال إلى النظام الأبوي حيث الملكية خاصة والنسب يعود إلى الأب. وفيه تمّت الهزيمة التاريخية للنساء، إذ ظهر شكل العائلة الأبوية حيث الزواج الأحادي، وهو أحادي للمرأة فقط، فصار دورها زوجة تنجب الأبناء وتعمل في المنزل بالمدينة أو في المنزل والحقل بالريف. وفُرضت عليها العفة كي يضمن الرجل أن من تلدهم هم أولاده الذين يرثونه. حدث هذا نتيجة تغيّر موقع كلٍّ من الرجل والمرأة في البنية المجتمعية ودور كل منهما فيها، والتي تقوم على ركيزة مادية هي عدم المساواة بين الزوج والزوجة؛ فالزوج يقوم بالعمل المنتج، والزوجة تقوم بالأعمال المنزلية المجانية. وبذلك أصبح الرجل الأقوى فسيطر، وغدت سيطرته سياسة حكمت جميع المجتمعات البشرية.

وقد رأت الحركة النسوية أن هذا النظام الذي تشكّل نتيجة تطور مجتمعي يمكن أن يتغيّر نتيجة تطور مجتمعي آخر، وهي تعمل من أجل تحقيق هذا التطور الذي يغيّر النظام الأبوي إلى نظام آخر يتم فيه إلغاء الأسرة الأبوية.

فالنسوية الحداثية ترى أن العالم يعرف «المقهورات»: وهنّ المرأة وشعوب العالم الثالث، ومن يقهرهن هو الرجل الأبيض. ولهذا لابدّ من السعي للتخلص من سلطة هذا الرجل الظالم. وتطوّرت رؤى هذه الحركة فغدت تدعو إلى مناهضة كل تمييز واضطهاد، على أي أساس: عرقي أو طبقي أو جنسي.

وأنتجت هذه المرحلة – على المستوى العربي – نوعًا من الكتابة عند المرأة العربية:

1- كتابة المرأة بوعي قلم الذكورة في عصور ما قبل النهضة، ومثالها: الخنساء، وليلى الأخيلية، ورابعة العدوية، وولادة بنت المستكفي.

2- كتابة الأنثى الباحثة عن التحرر والمساواة، ومثالها: معظم رائدات النهضة والكثير من الروائيات والشاعرات ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث برزت كتابة المرأة لمعاناتها الذاتية ومطالبتها ببعض حقوقها برومانسية "مؤدبة" غير متمردة أو ثائرة، تشبه كتابات الرجال.

تحميل كتاب الذي يخفونه بأوراق التوت PDF - أشرف مصطفى توفيق

هذا الكتاب من تأليف أشرف مصطفى توفيق و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها