تحميل كتاب الياطر pdf الكاتب حنا مينه

تتحدث رواية الياطر عن صياد سمك يقتل رجلاً ويهرب إلى الغابة حيث يلتقي الراعية شكيبة وتنشأ بينهما علاقة حب.

وإليكم هذه المداخلة الفنية الموجزة حول رواية الياطر بقلم الروائي السوري فرحان ريدان:

تنهض رواية الياطر على شخصيتين اثنتين : زكريا المرسنلي ، والراعية شكيبة .

باقي الشخصيات ( زوجة زكريا ، أبوه ، صديقه عبعوب ، اليونانية أم زخريادس ..)

نراهم من ذاكرة زكريا وتأملاته وهذياناته وهو يصارع الحُمَّى. في حين أن شخصية شكيبة نراها ، ونسمعها في المشهد السردي :شكيبة شخصية فاعلة ومؤثرة في أحداث  الرواية وفي نسيجها السردي .

ومشهد الحب بينها وبين زكريا في الغابة من المشاهد التي يصعب على قارئ الياطر أن ينساه . زكريا هو سارد الحكاية وهو يروي ما جرى بصيغة ضمير المتكلم إذ تبدأ الرواية هكذا:

( أنا زكريا المرسنلي ، لستُ راضياً عما حدث ، وأقسم على ذلك .. )  وهذه الصيغة السردية ، التي نسميها الرؤية المصاحبة ،تجعل الرواية أكثر ألفةً وتقربها من القارئ ، وتجعله يتوهم أن الأحداث جرتْ كما يرويها زكريا.

وبسبب المعاناة ، والتجارب المريرة ،ولخبرة زكريا بشؤون الحياة (يتغير : يتحول)

يصير متعدداً : يصير أكثر من زكريا واحد ،  ولكل زكريا رؤاه سواء في الحب ،أو الحياة  أو الكون .. وهذا التعدد في الرؤى أغنى الرواية ، وهو أحد أسباب الامتاع الفني في هذا العمل .

ثم إن القارئ يحزن مع  زكريا حين يجوع ، ويأسى معه حين تنأى عنه حبيبته شكيبة ..

ويفرح معه إذ تعود إليه..والقارئ يفكر مع زكريا في كيفية إيجاد حلول .. لمرضه ، وجوعه  واختبائه عن أعين مطارديه ، وهكذا فإن للقارئ مكاناً في حكاية المرسنلي وهذا هو السبب الأول في  الامتاع الذي تقدمه.

يعتقد بعضهم أن ل ِ حنا مينا تأثيراً على روائيين سوريين جاؤوا بعده ونعتقد أن هذا التأثير طفيف ويكاد يكون منعدماً.

هذا بالطبع ليس حكم قيمة إذ إن حنا مينا روائي مهم أسهمتْ أعمالُه في إثراء  مشهد السرد العربي.

هذا الكتاب من تأليف حنا مينه و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها