- اللغة : العربية
- اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : تاريخ وجغرافيا
- الفئة : دراسات تاريخية
- ردمك :
- الحجم : 29.26 Mo
- عدد الصفحات : غير محدد
- عدد التحميلات : 3773
- نوع الملف : PDF
- المؤلف : عمرو عبد العزيز منير
تحميل كتاب العمران المصري بين الرحلة والأسطورة pdf الكاتب عمرو عبد العزيز منير
يلتزم كتاب"العمران المصري.. بين الرحلة والأسطورة" لمؤلفه د. عمرو عبدالعزيز منير، منهج الوصف والتحليل للمباني أو الأثر المعماري، في رصد وتناول آثار مصر وعمرانها.
ويشير المؤلف في هذا السياق، الى اساليب بحث علمي تستند الى اعتبارات أسباب الرقي والازدهار، ثم عوامل الضعف والانحلال المترافقين دوما مع العمران في كل مكان تجمع بشري. وهذا النمط من المناهج البحثية جديد على الساحة الثقافية والعلمية العربية، حتى وإن راج في الدول الغربية، خلال العقد الأخير.
ويوضح منير انه كان الاستقرار والعمران عند العرب، خلال رحلتهم الحضارية، من الضروريات الدينية والدنيوية معا. وهو ما استتبع ضرورة التعرف على الحواضر وسماتها، وكذلك اهمية التمكن من قواعد العمران، ما بين ان معرفة الحواضر والبوادي كانت من شروط تعيين القضاة.
فيما عرف عن القضاء خلال الحضارة الإسلامية، اذ كان يقوم على قواعد احترام حقوق الجيران في المباني، وعدم التعدي على الطريق. وهو نفسه ما جعل العرب يتصفون بحس عمراني مرهف، وثقافة عمرانية راقية، ما انضج بالتالي، فكر تخطيط المدن قديما،.
وتصميم المساجد ومئذنتها وصحنها ومنبرها، ومكان الوضوء فيها. وغير ذلك. وهو ما جذب انتباه الرحالة المسلمين والأجانب، فتناولوا تلك المظاهر العمرانية بالتحليل والفحص لتلك المراكز العمرانية والاستيطانية، في القرنين السادس والسابع الهجريين.
ويتوسع المؤلف في دراسة مضمون كتب الرحالة، في هذا الخصوص، فيستخرج منها المواقع العمرانية التي كتبوا عنها في مصر (خلال القرنين السادس والسابع للهجرة )، ثم يفسر كيف أن هذا العمران لعب دوره المهم في الصمود، إبان الحروب الصليبية. ويشير منير في ابحاثه بالكتاب، الى أن المعالم العمرانية التي سجلتها كتابات الرحالة في مصر، متباينة جدا، الى حد انها تسجل مراحل تاريخية مختلفة.
وتوقف المؤلف طويلا، أمام دور هذا العمران في مصر، طوال فترة قرنين من الزمن، مبينا كيف لعب دوره في مواجهة الغزو الصليبي، وذلك من خلال ما كان للجسور والأسوار والقلاع من دور ساعد المصريين كثيرا، على مواجهة الأعداء، آنذاك. كما أوضحت تلك الكتابات، كيف تم تطويع العمارة في مصر بطابعها العربي والاسلامي، في القرنين المذكورين، وايضا في ما بعدهما. فقد راجت الأبنية مثل الجوامع والمدارس والأضرحة والحمامات والوكالات والكتاتيب.
كما يحلل منير في موضوعات دراسته، المكونات العمرانية للقرية والمدينة في مصر، فيصف مفرداتها، لافتا الى ان الفارق الأساسي ربما هو توافر مسجد كبير له مئذنة، ضمن المدن، بالإضافة إلى توافر مؤسسات دينية ومدنية (الحمامات- الأسواق- الحوانيت- المصانع- الأسوار... وكذلك الدواوين الحكومية).
ويفرد مؤلف الكتاب فصلا مستقلا لتبيان حقيقة وجود علاقة بين زيادة العمران والرخاء والترف من جهة، وبين قلته والبؤس والضيق من جهة اخرى. وكذلك أن التدهور السكاني يؤدى إلى تدهور عمراني كما يكشف المؤلف عن بعض أسباب إنشاء المدن، إذ تنشأ لأسباب عسكرية، مثل "الفسطاط"، أو لأسباب محددة، كأن يكون ذلك لجعلها عاصمة، كحال "القاهرة" ثم كانت "الإسكندرية"،.
وهي المدينة الأقدم، والتي تموج بالنشاط التجاري والسياسي أيضا. ويبين المؤلف، أن بعض ما ذكره الرحالة في هذا، اتضح منه اختلاط الواقع بالخيال، والحقيقي بالأسطوري. وما يرجع إلى ما سمعوه من أهل مصر، وكيف رويت الحكايات حول أسرار بعض المباني وطريقة تشييدها، أو بعد تشييدها! وأكثر تلك الأساطير ما تم روايته عن نهر النيل،.
وربما يرجع ذلك إلى أهمية النيل عند المصريين. وكذلك نال طريق الحج اهتمام الجميع في هذا المجال، من البحاثة المصريين والرحالة العالميين. فقد وصفوه، ووصفوا الصعوبات التي يلقونها عليه. فيما رصد البعض في بدايات القرن السادس الهجري، كيف أن بعض مظاهر العمران بدأت في الانحدار.
وسجلوا مناطق بالاسم في شمال شرق الدلتا. ومن خلال كل تلك التسجيلات الوصفية والتوثيقية، يخلص منير إلى انه تنتفي مقولة البعض، بأن الرحالة عابر سبيل، ولا يعتد بمقولاته. بل على العكس يمكن للفاحص أن يستنتج أسباب انحدار ونهوض المدن بل البلدان والأمم، من خلال متابعة ما يرصده الرحالة في كتاباتهم.
وخلص الكاتب إلى أن القرنين السادس والسابع الهجريين بمصر، اتسما بوحدة عمرانية مشتركة تتشابه في الاسلوب الفني وطبيعة المفردات.
ولا يغفل منير، تخصيص فصل موسع لتحليل "الرحلة" من جانبها اللغوي والاجتماعي، بل الفني وغيره، ويبين انه ترددت ألفاظ عديدة في شعر المعلقات، تدل على الحل والترحال: حل- أحل- احتل- الحلول- الترحلال- خيم- سكن- أقام- المقام- الإقامة- وثوى- الثواء- أثوى.
وفي اللغة: رحل، رحلا، ورحيلا، ترحالا عن المكان (أي تركه). فيما حفل التراث العربي بالأقوال والأشعار والحكم والأمثال حول الرحلات وأدب الرحلات. وبذا فإن الرحلة فن من فنون القول العربي، ولعل أهم مساهمات الرحلة جاءت من خلال طرح وسائل معرفة الإنسان بعالمه، بيئته وبيئة الآخر. ويشير المؤلف هنا، الى انه ربما نخلص إلى حقيقة أن أدب الرحلات العربي لم يقرأ على كل جوانبه، وهو مازال في حاجة إلى المزيد من الفحص والدرس.
هذا الكتاب من تأليف عمرو عبد العزيز منير و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها