- اللغة : العربية
- اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : الأدب العربي
- الفئة : نقد أدبي
- ردمك :
- الحجم : 1.55 Mo
- عدد الصفحات : 137
- عدد التحميلات : 297
- نوع الملف : PDF
- المؤلف : أ.د. أبو اليزيد الشرقاوي
تحميل كتاب اللغة والمعنى والتأويل - مقالات نقدية مترجمة pdf الكاتب أ.د. أبو اليزيد الشرقاوي
يمثل التأويل نشاطاً يومياً، فأي تواصل لابد معه من التأويل، أما الأدب فالتأويل فيه أصل، إذ يواجه القارئ علامات في حاجة إلى فك رموزها، فلابد من امتلاك المعنى كي نتواصل مع المقروء. وبرغم بساطة هذه المسلمة إلا أن النقد الحديث حاول القفز فوقها، حين تبين أن الاستغراق في التأويل يولد تجارب شخصية ويدور حول ذوات فردية تجعل نفسها مركزاً لمعنى النص الأدبي. لقد حارب النقد هذا الاتجاه باسم الموضوعية، وتحويل الأدب من "فن" إلى "علم"، حتى يمكن الحديث عن شيء "موضوعي"، يمكن التلاقي حوله بدل تجارب فردية ذاتية معتمدة على استجابات غير منضبطة بحد.
وكانت البنيوية أهم المدارس التي حاولت الكشف عن البنية الموضوعية التي بها يتأسس الأدب، بعيداً عن الرضوخ لترهلات الاستجابات الذاتية والبحث عن "مقصد" المؤلف"، والشروط التاريخية والاقتصادية لإنتاج الأدب، والتي تهتم بالبحث في "ظروف" العصر، والبحث عن "علوم مصاحبة للأدب"، فأعلن بارت "موت المؤلف"، وشرع البنيويون في بحث البنية الأدبية في موضوعية وتجريبية علمية، ولكن المدهش أن هذه البنيات التي توصلوا إليها لم تكن موقوفة على الأدب، بل قام بارت نفسه بتطبيق هذه البنية الأدبية الكبرى على أفلام جيمس بوند، وحاول جريماس تنفيذها على كتب وصفات الطبخ، وكانت النتيجة المضحكة أن هذه المجالات البعيدة عن الأدب كانت مجالاً صالحاً لتطبيق هذه البنية الأدبية. مما يقطع بأن "علمنة" الأدب" هي محاولة تعميمية، وإنه من العبث حصر العمل الأدبي في شكل تجريدي علمي، كما اقترحت الدراسات البنيوية.
ومن جهة ثانية، فإن المحاولات الجادة والمخلصة لإكساب الأدب قالباً تجريبيا أو وضعياً، أو علمياً تحت أي مسمي أدت إلى تغريب الأدب، وصار الاغتراب سمة للأدب والنقد وبالتالي للأدباء والنقاد، ويمكن تلمس هذا الافتراض في المحاولات التي تَرُدّ الأدب قهراً وقسراً إلى مشاكل نفسية، وجنسية، أو صراع طبقي وتحولات اقتصادية، ومشاكل أيديولوجية... إلخ. لأن هذه المعلومات مع أهميتها لا تقنع القارئ لماذا صار النص بما هو عليه أدباً؟ كما أن نفس هذه الضغوط يقع تحتها كاتب المقال السياسي والعالم، فلماذا لا يصير ما يكتبانه أدباً؟
يترتب على كل ما سبق أن "المعنى لا يتكشف لمتلقيه تحت قهر هذه الطرق الوضعية، واشتراطاتها التعسفية، وإنه لابد من البحث عن المعنى. ولكن: أي معنى؟ ومن المخول له بيانه؟ وكيف يتحقق هو نفسه صحة من ما توصل إليه؟ ونحن القراء ما موقفنا؟ وعديد من الأسئلة التي تعيد طرح التأويل (الهرمنيوطيقا) من جديد.
تحميل كتاب اللغة والمعنى والتأويل - مقالات نقدية مترجمة PDF - أ.د. أبو اليزيد الشرقاوي
هذا الكتاب من تأليف أ.د. أبو اليزيد الشرقاوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها