تحميل كتاب العامية الجديدة - الخارجون بنصوصهم عن النسق: الجزء الثاني pdf

ملاحظة: نُشر هذا الكتاب على موقع فولة بوك بإذن صريح من المؤلف
معاينة الكتاب أو تحميله للإستخدام الشخصي فقط وأي صلاحيات أخرى يجب أخذ إذن من المؤلف

العامية الجديدة - الخارجون بنصوصهم عن النسق: الجزء الثاني

تحميل كتاب العامية الجديدة - الخارجون بنصوصهم عن النسق: الجزء الثاني pdf الكاتب عماد سالم

حين نتأمّل مسار قصيدة العاميّة المصرية منذ نشأتها، ندرك أنّها لم تكن مجرّد تعبير شعبي عابر، بل كانت ـ في كل طور من أطوارها ـ استجابة تاريخية وفنيّة لأسئلة المجتمع والثقافة والوجود. من هنا فإنّ تتبّع تحوّلاتها الكبرى يكشف أنّها مرّت بثلاثة أنساق متمايزة: نسق الأبنودي الذي ارتكز على الصوت الشعبي والهتاف الجماهيري، ونسق حدّاد الذي رسّخ الذاكرة التراثية والغنائية الموسيقية، ثم جاء طور العاميّة الجديدة الذي حاول أن يتجاوزهما نحو أفق فلسفي وكوني.

إنّ هذا الانتقال من الشعبي إلى التراثي ثم إلى الفلسفي لا يُقرأ على أنّه مجرّد تطوّر شكلي، بل هو تجاوز معرفي وجمالي يؤكد قدرة العاميّة على احتضان كل مستويات التفكير الإنساني: من الهمّ اليومي البسيط إلى السؤال الميتافيزيقي العميق. وهنا تتجلّى مغامرة العاميّة الجديدة التي لم تكتفِ باستعادة ما سبق، بل وضعت نفسها في قلب الأسئلة الكبرى للوجود، لتعلن أنّ اللغة المألوفة للناس قادرة على أن تكون أداة للتفلسف والتأمّل الكوني.

بهذا المعنى، تصبح العاميّة الجديدة حلقة متقدمة في سلسلة الشعر المصري الحديث، لا تنفصل عن تراثها، لكنها لا تذوب فيه أيضًا، بل تحاوره وتتجاوزه لتفتح مجالًا جديدًا للرؤية والإبداع.

الفصل الأوّل: النسق الأبنودي – القصيدة الشعبيّة الهتافيّة

ملامحه الأساسية:
- التركيز على الهمّ الشعبي المباشر.
- اعتماد لهجة الصعيد التي تحوّلت إلى أيقونة عاميّة.
- توظيف السرد والحكاية الشعبية في القصيدة.
- الميل إلى الخطاب الجماهيري والهتاف السياسي والاجتماعي.

قيمته الفنيّة:
أسّس الأبنودي لتجربة شعرية تُشبه الناس وتخاطب وجدانهم بلغة بسيطة عميقة، جعلت القصيدة العاميّة تُقرأ وتُتداول على نطاق واسع.

الفصل الثاني: النسق الحدّادي – القصيدة التراثيّة الموسيقيّة

ملامحه الأساسية:
- استلهام التراث العربي والإسلامي والشعبي.
- نزوع إلى الموسيقى الداخلية والغنائية المتدفقة.
- بناء صورة شعرية غنية بالإشارات الرمزية.
- قصيدة تمزج بين المحلّي والرمزي، بين الشعبي والصوفي.

قيمته الفنيّة:
أرسى فؤاد حدّاد دعائم القصيدة العاميّة بوصفها نصًا قادرًا على استيعاب الذاكرة الثقافية والتراث الروحي، لا مجرد صوت لحظي أو هتافي.

الفصل الثالث: العاميّة الجديدة – نحو الفلسفة والكونيّة

التمهيد:
بعد اكتمال نسقي الأبنودي وحدّاد، وجدت القصيدة نفسها أمام تحدّي التكرار. فجاءت حركة العامية الجديدة لتفتح أفقًا فلسفيًا وكونيًا.

السمات:
- انفتاح فلسفي على قضايا الوجود والموت والمعرفة.
- حوار مع علم الكلام وأسئلته الجدلية.
- توسيع أفق المتلقي من المحلي إلى الكوني.
- تجديد اللغة والإيقاع لتصبح العاميّة وسيطًا فلسفيًا.
- حضور الذات الشاعرة بوصفها ذاتًا مفكّرة، لا ناطقًا جماعيًا فقط.

مقارنة:
- مع الأبنودي: أخذت صدق التجربة وتجاوزت الهتاف.
- مع حدّاد: أخذت التناص والموسيقى وتجاوزت إلى الفلسفة الكونية.

الخلاصة:
العامية الجديدة قصيدة الأسئلة لا الأجوبة، التأمل لا الهتاف، الكوني لا المحلي. هي انفصال خلّاق عن النسقين السابقين، وإثبات أنّ العاميّة لغة صالحة للتفكير الفلسفي والميتافيزيقي.

الخاتمة: من النسق إلى التجاوز

يظهر من المسار التاريخي أنّ قصيدة العاميّة مرّت بمرحلة التأسيس الشعبي (الأبنودي)، ثم مرحلة الترسيم التراثي (حدّاد)، قبل أن تنفتح في حركة العاميّة الجديدة على أفق الفلسفة والكونيّة. وهكذا لم يعد الشاعر العامي مجرد راوٍ أو مغنٍ شعبي، بل أصبح مفكّرًا شعريًا يشتبك مع الأسئلة الكبرى للوجود، معلنًا أنّ الشعر يظلّ في جوهره حركة دائمة من النسق إلى التجاوز. 

تحميل كتاب العامية الجديدة - الخارجون بنصوصهم عن النسق: الجزء الثاني PDF - عماد سالم

هذا الكتاب من تأليف عماد سالم و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور.
في حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال أحد الروابط التالية:
بلّغ عن الكتاب أو من خلال التواصل معنا


حقوق الكتب المنشورة عبر مكتبة فولة بوك محفوظة للمؤلفين ودور النشر
لا يتم نشر أي كتاب دون موافقة صريحة من المؤلف أو الجهة المالكة للحقوق
إذا تم نشر كتابك دون علمك أو بدون إذنك، يرجى الإبلاغ لإيقاف عرض الكتاب
بمراسلتنا مباشرة من هنــــــا