تحميل كتاب الكتابة والحياة pdf الكاتب علي الشوك
قراءة هذا الكتاب تشبه الاستماع إلى أحاديث عجوز ثمانيني ، فيها الكثير من الذكريات المتقطعة ، حينما شرعت في قرائته لم استطع حقا التوقف، فقد كان اسلوب الكاتب وهو يعرض سيرته ،لها رونق وجمال هادئ،،كما يعكس خلال السيرة تاريخ حافل مرت به بلاد العراق خلال القرن العشرين ، من تنوع في التيارات السياسية والمذاهب المختلفة ، والتي كان لها دورا في سقوط سياسات وقيام اخرى ، ومن منظوري البسيط خلال القراءة في سطور السيرة كونت تصور عن عمق تبني هذه الافكار السياسية ومحاولة كثير من الادباء والمثقفين المطالبة بتيارة ورائيه والتشبث به ، فهي بوابة لسقوط كثير من الارواح ناهيك عن تزعز الدول وعن ضعفها وفساد بطانتها، كانت السيرة تسير في وتيرة ممتعه إلى اخر فصلين فقد وجدتها غير مترابطة الافكار ودخل في متاهة الحديث عن بعض كتاباته ورواياته بتفصيل لا يحبذ الكتابة عنه ، كما انه لم يختم هذه السيرة بخاتمة تليق ببدايتها.توهّجتْ ثقافةُ الشوكِ في زمن الصعودِ والانتصارات التي شهِدتَها البشريّةُ بعدَ الحرب العالميّة الثانيةِ والانتصارِ على الفاشيّة والنازية، وتركت بصماتها في كلّ ميدانٍ من ميادين العلوم والثقافة والمعرفة بتنوِّعها وتعدُّدِ حقولها وتطبيقاتها ومنجزاتها في المجتمع والطبيعةِ وسبرِ أغوار الأكوانِ البعيدة كانَ علماً، يتوهّجُ بثقافة، تتميّزُ بالتنوّعِ والغنى المعرفيِّ والثقافيِّ، والتعدُّدِ في الاهتمام باتجاهاتها الفكريّةِ ومدارسها الفنيّة، غيرَ هيّابٍ في تطويعها والتفاعلِ معها وهو يكتب ويؤلّفُ ليبتكرَ لنفسه أُسلوباً يُميّزه، وينحتُ مسلَّةً جماليّةً قوامُها السَّردُ والموسيقى ونقدُ النقد، متّكئاً على معرفةٍ بالعلوم والرياضياتِ ملتقطاً شذراتٍ من كلّ ميدانٍ من ميادينها متماهياً في بحورها وتجلّياتِها.يقول علي الشوك، كلّما أرادّ أن يتوقّفَ عند محطّات إبداعهِ الفكريِّ والأدبيّ، ان كتابه "الأُطروحة الفنطازية" يظلُّ يحتلّ موقعاً أثيراً في مسيرة عطائه، فريداً من نوعه في العالم العربيِّ، ويجدُ في اعترافِ كلٍّ من أدونيس ومحمود درويش بقيمة الأُطروحةِ دالّةً تُكرّسُ قيمتَها وسعةَ تأثيرِها. ويرى الشوك أنَّ "الأُطروحةَ الفنطازية" كرّستهُ كاتباً ذاع صيتُه بين أبرزِ مجايليهِ من الكتّاب والمبدعين وجوازَ مرورٍإلى عالم الكتابة والأدب. والأطروحةُ قد تصلُح مفتاحاً لفهم شخصيّتهِ التي تجمع بين الانفتاح على العلم المجرّدِ الملغوم بالمعادلات الرياضيّةِ ومتاهاتِ نظريّاتِ الفيزياء والإبحارِ في عوالم الأدبِ والفنون، ومِنهما تمكّنَ من تطويع علمِ الرياضيّات لصياغةِ عملٍ أدبيٍّ رفيعِ المستوى.
هذا الكتاب من تأليف علي الشوك و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها