أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث رواية جديدة بعنوان «نار لا تشتعل» للمؤلف رالف روتمان، وقامت بنقلها للعربية المترجمة ياسمين خالد. من جديد يبحر بنا رالف روتمان في رحلة حب يظهر من خلالها قدرته على استقصاء النفس البشرية في أعمق صور واقعيتها، التي تنزع بشكل مفرط إلى الأنانية فيصبح الإنسان لا يأبه إلا بملذاته الذاتية، ويتسامى أحيانا في أبهى صور الوفاء، وتحمل الخيانة عن حب لا عن غباء، فالحب يغفر حتى الخيانة أحيانا.. حيثيات المكان كانت حاضرة بقوة في الرواية، حيث تتناثر تفصيلاته من خلال تنقلات الأبطال في السكن من مدينة لأخخرى، فيأخذنا في رحلة عبر الرحلات والنزهات اليومية إلى الأسواق والأحياء القديمة والحديثة في برلين من شرقها إلى غربها، إلى المراكز التجارية والمطارات وغيرها. الأحداث تأتي في إطار تاريخي مهم، يمثل تلك الانعطافة شديدة البروز في جسد التاريخ الألماني بعد هدم جدار برلين وتوحيد البلاد، وبعد عشرين عاما على ذلك، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إذ لا تزال الفروقات موجودة، ولا تزال عملية الانصهار بين الشرق والغرب تمر بصعوبات عدة.
هي قصة حب ثلاثية الأطراف في زمن لا يخلو من التعقيدات، الأبطال جزء من مجتمع النخبة، كاتب وطالبة دكتوراه وأستاذة جامعية، تتحاور وتتقاطع أقدارهم في ثنايا الحكاية، أما النهاية فقد كسرت كل آفاق التوقعات الممكنة. المؤلف رالف روتمان روائي ألماني، ولد عام 1953 في منطقة الرور بألمانيا الغربية وأمضى بها طفولته وصباه وسط عائلته الفقيرة، ثم انتقل عام 1976 إلى برلين حيث يعيش الآن مع زوجته في حي فريدرشس هاغن. يتميز روتمان في كتاباته الروائية بترجمة الذاتية، وبلغة مشبعة بالتجارب الكثيفة والخبرات الخاصة. ومن أشهر رواياته «الثور» عام 1991، و «الحليب والفحم» عام 2000، و «الضوء الساطع» عام 2004. ترجمت الرواية ياسمين خالد، وهي من مواليد الإسكندرية عام 1986، تخرجت في المدرسة الألمانية سان شارل بورومي، ثم حازت على منحة دراسية من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، ودرست الترجمة في جامعة ماينز في ألمانيا، وتعمل مترجمة منذ عام 2007. والترجمة العربية من مراجعة وتقديم نهى الأفغاني.