عبد الله حمودي (مواليد 1945) عالم أنثروبولوجي مغربي، أستاذ في جامعة برنستون في الولايات المتحدة. كان مديراً لمعهد معهد الدراسات الإقليمية في الجامعة نفسها.
تحصّل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون سنة 1977. درّس في جامعة محمّد الخامس في الرباط بين 1972 - 1989، قبل أن ينتقل إلى جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكيّة كأستاذ زائر منذ سنة 1990. وكان المدير المؤسّس لمعهد الدراسات عبر الإقليميّة (transrégionales) للشرق الأوسط المعاصر وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في الجامعة نفسها (1994-2004). قام بعدد من البحوث الميدانيّة حول التاريخ العرقي للمغرب وليبيا والمملكة العربيّة السعوديّة. ترجمت بعض كتاباته لأهمّيتها إلى لغات عدّة؛ فكتابه "حكاية حجّ، موسم في مكّة" مثلا ألّفه بالفرنسيّة ونشره سنة 2004 في باريس، وقعت ترجمته إلى الإنجليزية سنة 2006 ثمّ في ما بعد إلى العربيّة والإيطاليّة والألمانيّة. أسهم عبد الله حمودي في إنتاج عدد من الأشرطة التلفزيّة انطلاقا من بحوثه الإثنوغرافيّة. كما ألقى عدّة محاضرات حول الحركات الإسلاميّة ومجتمع الشرق الأوسط والظاهرة الاستعماريّة، والنظريّة الإثنوغرافيّة الفرنسيّة والأنثروبولوجيا السياسيّة.
من أهم أعماله كتاب الشيخ والمريد: النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة، ترجم إلى عدد كبير من اللغات. كتب هذا الكتاب في نسخته الأولى سنة 1985 بمعهد الأبحاث المعمقة بجامعة برنستون بنيوجيرسي، ثم قام بتنقيحه في سنة 1986 بمعهد الأبحاث المعمقة ببرلين. ويحلل في هذا الكتاب من منظور أنثروبولوجي ما يرافق عيد الأضحى من طقوس واحتفالات تضرب بجذورها في أعماق التاريخ البشري، ويقتسم هذه الجذور مع شعوب أخرى. ويرى المؤلف في مدخل هذا الكتاب أن الذبيحة الدامية:
«“تدشّن دورة طقوسية، تختمها، بعد نحو ثلاثين يوما، مراسيم عاشوراء، أعياد الموتى حيث توزع الصدقات، وتستهلك الفاكهة، وتباع اللعب التي لا يغفل الأطفال عن المطالبة بها. الذبيحة وعاشوراء، من جهة أخرى، يوقعان الزمن: الأولى تختم السنة المنقضية، والأخرى تفتتح السنة المستهلة.»