بوذا (بالسنسكريتي सिद्धार्थ गौतम) هو مؤسس ديانة أو فلسفة (1) البوذية (وهي أقرب إلى فلسفة الحياة منها إلى الدِّين حيث لا تؤمن بإله، وتقوم على التَّجرُّد والزُّهد تخلُّصًا من الشهوات والألم وطريقًا إلى الفناء التَّام، وتقول بالتَّناسخ ومبدأ السببيَّة، وتنكر البعث والحساب، وهي من أكثر الديانات انتشارًا في الهند والشرق الأقصى)، ويلفظ اسمه أيضا (بودا (2) أي الساهر أو اليقظ، واسمه بالعربية البد، وفي الفارسية بددة) وبوذا ليس اسم علم على شخص بعينه، وإنما هو لقب ديني عظيم، معناه الحكيم، أو المستنير، أو ذو البصيرة النفاذة، وهو الذي يعلن طريقة خلاص البشر من دائرة الولادة المتكررة (سمسارا) ولكن أتباعه حولوا تعاليمه إلى مبادئ دينية وألهوه، وتذكر الروايات أنه ولد سنة 568 ق م، فيما تذكر أخرى أنه ولد سنة 563 ق. م، في بلدة لومبيني التي تقع حالياً جنوب جمهورية نيبال على الحدود الهندية وكان من أسرة نبيلة، وكان أبوه ملكا صغيرا في تلك البلاد، وقد تربى بوذا في وضع من الرفاهية، وكان يعيش كما يعيش أبناء السادة والملوك في نعيم عظيم. توفيت أمه مايا وهو في السابعة من عمره، فربته عمته وتزوج صغيراً ولما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته إلى الزهد والتقشف والتأمل في الكون وانتهج نهجا خاصاً في الكون ليتخلص الإنسان به من آلامه ودعا إلى ذلك كثيراً من الناس. ترك بوذا (سندهارتا) القصر الملكي في سن 29، وعاش لمدة ست سنوات بلا مأوى ومات وهو في الثمانين من عمره، والجدير بالذكر أن بعض المؤرخين يزعم أن بوذا شخصية وهمية وخرافية لا وجود لها، وذلك لكثرة الأساطير والخرافات التي نسجها البوذيون حول شخصيته، ويعتقد البوذيون أنه كان هناك على الأقل ستة أشخاص يسمون بوذا قبل غوتاما، بل يزعمون أن هناك بوذا آخر اسمه مايتريا سيظهر في المستقبل، وتقول الأسطورة إن روح بوذا خالدة خلود الدهر، وهي تتمثل في الدلاي لاما وعندما يموت فإنه يموت جسدياً ولكن روحه أو روح بوذا تنتقل لأحد المواليد الجدد من المتبعين للبوذية ليصبح بعد ذلك هو الدلاي لاما الجديد وهكذا إلى ما لا نهاية. وقد أعطاه مايكل هارت الترتيب الرابع في كتابه الخالدون المائة.